كل طفل داخل أسرة

الأسرة هي المكان الذي يكتشف فيه الأطفال من هم، وأين ينتمون، وكيف يثقون بالعالم. إنها أساس الهوية والنمو الصحي. لكن ليس كل طفل قادرًا على أن ينشأ بأمان مع والديه. فقد أدّت النزوح والخسارة والفقر إلى بقاء كثير من الأطفال منفصلين أو متروكين أو بلا أقارب معروفين.

في «بيوت الأطفال»، نؤمن بأن الانفصال لا ينبغي أبدًا أن يعني أن ينشأ الطفل وحيدًا. لذلك نعمل على ترميم الروابط الأسرية كلما أمكن، وعندما لا يكون ذلك ممكنًا، نساعد الأطفال على النمو في أسر جديدة قادرة على منحهم الحب والاستقرار.

ترميم الروابط كلما أمكن

لمّ شمل الأسرة

أولويتنا الأولى دائمًا هي لمّ الشمل مع الأقارب من الدرجة الأولى. ومن خلال إدارة الحالات والتقصّي الدقيق عن العائلات، يعمل أخصائيو الخدمة الاجتماعية بلا كلل لإعادة ربط الأطفال بآبائهم وأجدادهم وعمّاتهم وخالاتهم وأعمامهم وأخوالهم أو أشقّائهم. وهذه اللقاءات من أقوى اللحظات التي نشهدها — حين يعود الأطفال إلى من يعرفونهم حق المعرفة وتُستعاد روابط الانتماء.

أسرة عندما لا يُعثر على أسرة

رعاية أسرية قائمة على الأسرة

عندما لا يكون لمّ الشمل ممكنًا أو لا يصبّ في مصلحة الطفل الفضلى، نضع الأطفال في رعاية أسرية قائمة على تقييم دقيق. تُختار هذه الأسر عبر عملية صارمة على مستوى الأسرة والمجتمع، لضمان امتلاكها للاستقرار والقدرة والالتزام بتوفير حبّ وأمان دائمين.

كثير من الأسر التي تتقدّم كانت تشتاق إلى أطفال تنجبهم أو لديها متّسع في قلوبها لاستقبال طفل آخر. في هذه البيوت، يتحوّل الأطفال الذين كان يمكن أن يُرسَلوا إلى مؤسسات إيوائية إلى مصدر الأمل والفرح لأسرهم الجديدة.

تفخر «بيوت الأطفال» بأنها أول منظمة محلية في سوريا تتبنّى هذا النموذج الريادي. وقد بات مقبولًا على نطاق واسع في المجتمعات، وأسهم بالفعل في تجنيب عدد لا يُحصى من الأطفال — ولا سيما الرضّع المتروكين — من الإيداع في دور الأيتام.

نتابع مع كل أسرة لمدة لا تقل عن خمس سنوات، ونقدّم الدعم والإرشاد والمتابعة لضمان بقاء كل حالة إيداع آمنة وحاضنة.

ما هو التالي

رؤيتنا هي توسيع هذا النموذج ليشمل كل محافظة في سوريا، حتى يكون الجواب واضحًا عند العثور على طفل: ينبغي إيداعه في رعاية أسرية. ومن خلال توسيع الخدمات على مستوى البلاد، وتمكين الأخصائيين الاجتماعيين، ورفع الوعي في كل مجتمع، تعمل «بيوت الأطفال» على تغيير السياسة والرأي العام معًا. نحن نضمن أن تصبح الرعاية الأسرية هي القاعدة — لا الاستثناء — إلى أن تُستبدَل المؤسسات بالكامل ببيوت آمنة ومحبّة.

الأسرة هي المكان الذي يلتئم فيه جرح الأطفال وينمون. دعمكم يساعدنا على تقصّي الأقارب، وتأهيل مقدّمي الرعاية، والحفاظ على تماسك الأسر.

Donate Now


This will close in 0 seconds

هذا الموقع مسجل على wpml.org كموقع تطوير. قم بالتبديل إلى مفتاح موقع الإنتاج إلى remove this banner.